ذكرت السفارة البريطانية في لبنان، أنّ "الحكومة البريطانية أرسلت معدّات وقاية شخصيّة طبيّة أساسيّة إلى بيروت، لمساعدة المستشفيات المثقلة بالأعباء في أنحاء لبنان في مواجهة فيروس "كورونا"، مشيرةً إلى أنّ "تسليم 238,530 قطعة من معدّات الوقاية الشخصيّة الحيويّة هذه، يأتي بعد انفجار مميت وقع في العاصمة اللبنانية في وقت سابق من هذا الشهر، ما أسفر عن آلاف من الجرحى بحاجة إلى علاج، وآلاف أُخرى بحاجة إلى مأوى".
ولفتت في بيان، إلى أنّ "هكذا أصبحت المشافي والعيادات الطبيّة في البلاد، الّتي كانت تكابد أصلًا في مواجهة جائحة فيروس "كورونا"، تواجه مزيدًا من الضغط على خدماتها بسبب الانفجار، حيث أنّ 10 من 17 من الحاويات الّتي دمّرت في الانفجار كانت تحتوي معدّات وقاية شخصيّة وإمدادات طبيّة، الأمر الّذي أدّى إلى عجز كبير بهذه الإمدادات".
وأوضحت السفارة أنّ "إسهامًا منها في مواجهة حالة الطوارئ، تبرّعت بريطانيا بمعدّات الوقاية الشخصيّة الّتي اشتملت على أقنعة الوجه وسترات واقية تغطّي كامل الجسم وقفازات ونظارات واقية وأردية طبيّة"، مركّزةً على أنّ "الواقع أنّه لا حاجة لهذه الإمدادات حاليًّا في بريطانيا، علمًا بأنّ الحكومة قد وزّعت مليارات من مواد الوقاية الشخصيّة على المراكز الصحيّة ومراكز الرعاية في أنحاء المملكة المتحدة طوال فترة الجائحة".
وشدّدت على أنّ "التعافي الاقتصادي في لبنان هو الأكثر عرضة للتهديد بسبب ارتفاع عدد الإصابات بفيروس "كورونا". وبالتالي فإنّ من شأن توفير معدّات الوقاية الشخصيّة أن يساعد لبنان في مواجهة الجائحة، وتركيز الجهود على تحديات أوسع، كالاقتصاد وإعادة الإعمار في بيروت". وبيّنت أنّ "هذه المواد شُحنت من مطار لوتون مساء أمس، وسوف تُسلَّم الآن إلى "منظمة الصحة العالمية" لتوزيعها على المشافي ومراكز خدمات الرعاية الصحيّة".
في هذا الإطار، أشارت وزيرة التنمية الدولية آن ماري تريفيليان، إلى أنّ "الانفجار المدمّر في بيروت تسبّب في خلق أزمة داخل أزمة، وبريطانيا ترسل معدّات وقاية شخصيّة طبيّة عاجلة لوقاية أفراد الطاقم الطبّي الّذين يعملون فوق طاقتهم على الخطوط الأماميّة لمكافحة جائحة فيروس "كورونا"، والّذين بات عليهم الآن أيضًا علاج ضحايا الانفجار". ونوّهت إلى أنّ "أفكاري ومشاعري تظلّ مع شعب لبنان في هذا الوقت العصيب للغاية، وسنفعل كلّ ما في وسعنا لدعمهم".
من جهته، أكّد السفير البريطاني كريس رامبلنغ، أنّه "لا يمكن تصوّر وقت أسوأ من الوقت الّذي وقع فيه الانفجار المأساوي في مرفأ بيروت، حيث تمرّ البلاد في أعماق أزمة اجتماعيّة- اقتصاديّة، وحيث المستشفيات غارقة أصلًا بأعداد متزايدة من المصابين بمرض "كوفيد 19". وأوضح أنّ "من شأن هذه المعدّات الأساسيّة وقاية العاملين على الخطوط الأماميّة الشجعان، الّذين يتصدّون لمواجهة الوباء في جميع أنحاء البلاد"، مركّزًا على أنّ "بريطانيا قد وقفت إلى جانب لبنان طوال سنوات عديدة، وستواصل دعمه في وقت تشتدّ فيه حاجته إلى المساعدة العاجلة".